من بعد ما داهمت قوات الاحتلال الصهيوني بلدتنا في ذلك اليوم...
ماكنا نستسلم للعدو و لقد قدم والدي روحه و حياته من اجل ان نعيش بسلام و هل نحن سوف نعيش بسلام
ستشهاد الوالد ترك اثرا كبيرا في حياتنا انا و اخواتي و كنا ثلاثة اخوة و اختين وطبعا الوالدة
و كنا نعيش في نفس المنزل الذي لما يبقى من شيء الان
بعدما كان استشهد والدي هناك كان ايضا هنالك مشاهد و صور حية من استشهاديين و من بينهم
اخوتي الاثنين و زوج اختي اللتي تملك اربعة اطفال و انا لدي عائلة ايضا و خمس اطفال
و كنت سوف اتوقع حدوث اي شيء من بعد ما كنت في طريقي ذات يوم من بعد العمل الشاق
وقبل دخولي المنزل تم القبض علي بتهم باطلة مجرد ادعائات صهيوينة
و على اثر هذا الامر اعتقلوا اكثر من ثلاثين شخص في احدى الاحمالات و تم نقلنا الى السجون الاسرائيلية
و تعذيبنا هناك مما الزمني الامر بأن اظرب عن الطعام ..
و تحملت مشاق المدة و الحنين يأحذ عيوني الى امي و زوجتي و اطفالي و خواتي
الذين لا يملكون احدا الان الا انا و بعد عناء طويل تم الافراج عني لكن ليس حبا انما كنت قد تعرضت
الى احدى الامراض الجلدية ...
ورجعت الى حطم منزل اصبح قديم مدمر لا شيء فيه و صرخات الاطفال تنادي من الجوع
ماذا افعل ؟؟؟
كانت المتاعب لا تنهي الا بعد رحيلي الا الاردن من بعد ما اخذت في البداية زوجتي و اطفالي
رجعت كي احضر امي المسكينة التي تعذبت جدا من جراء ما حصل لا اولادها و زوجها
و اخواتي ...فقد جمعتهم في الاراضي الاردنية و في منزل واحد كنت لا استطيع العمل بسبب مرضي
الجلدي الذي كان ينشتر بسرعة الا ن اقعدني في الفراش اياما و لكن ما حصل ؟؟؟؟؟؟؟؟
ما كنت اعرف احد في تلك المدينة الكبيرة عمان و لن تسمح لي كرامتي يوما ان اطلب الاعانة من احد
ايضا . الا حينما صرخ طفلي الصغير ينادي بالجوع و هي كلمة مدوي في اذني خرجت و بسرعة من المنزل
و اجلس على الرصيف على جانب الشارع و انا مهموم بكل شيء و الدموع عالقة بين الاجفان
و هل اذا نزلت الدموع لها رجوع ؟
و يأتيني شخص يتوقف و ينظر الى حالتي و نظرت به نظرة المعاناة التي اثارت الدهشة فيه
و قال لي ما هي قصتك ؟
و انا لم اعطيه الجواب لعزة النفس و كرر السؤال عدة مرات الا اني رفضت الاجابة الى جلس جنبي
و قال : يا أخي نحنا اخوة بالله اخبرني اذا كيف اساعدك من اجل ان اخفف عليك
استغربت لموقفه الذي لم اتوقعه في تلك اللحظات و بكت عيني و انا انظر اليه لكنه بكى معي !!
و ليس هذا وحسب بل و احتضنني بحضنه اكثر من نصف ساعة و لكني اردت ان ابعده عن جسدي
الذي يملاه المرض و كشفت له عن مرضي على امل ان لا يتكرر الموقف ولكن عندما رأى ذلك قام
و احتضنني من جديد و عندما اخبرته بالقصة و سوء الحالة و عندما علم بأني من فلسطين
اصر على المساعدة رغما عني و اخذته الى منزلي لصغير المتواضع امامه ولكنه غض بصره
و اخذ يقبل بالاطفال جميعا و ثم و احتضنني من جديد و قال لي :
لك ما تشاء و لاوالادك الصغار و العائلة ايضا جميعا
و في حلال ايام قصيرة كان المنزل قد فيه الخير الكثير و يكفي لمدة شهرين
و حتى ظننت اني في حلم بما يدور من حولي
اما هو !!!!!! ماذا حصل له بعد فترة زمنية و بعد ان استفقدت وجوده و كانوا اطفالي يبحثون عنه
و امي تسألني اين صديقك الصغير حتى اخواتي يسألون عنه لانهم اعجبوا بكل صفاته و اخلاقه
اين هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابحث هنا و هناك و بكل مكان لم يترك عنوان او اسما او رقم للاتصال فيه اين هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
افتش عنه ولم اجده و بعد مرور شهر !!
يأتي اللي شخص اخر يحمل بيديه جميع مستلزمات المنزل بل و اكثر .. !!!
ما هذا يا فلان ؟
لا تقلق ان هذا ارسله اليك صديقك و هو اوصاني ان اوصله اليك و هذه امانة
بعض المال و هو مشغول الان .
اوقفته من جديد اخبرني هل هو بخير ؟
قال لا عليك و اصريت على المعرفة وبدون جدوى الا ان قال لي
هو مريض و مرضه بالجلد !!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا تقول ؟؟ فجاءة !!! ولحظة لم اتوقعها
قال هذا الذي حصل
هل تريد ان ابلغه شيء عنك ؟
قلت اريد ان اراه الان .. دلني عليه ارجووووووووووك
وافق على طلبي و اخذني اليه و التقي به بحالة مروعة المرض انتقل له !!
كنت احاسب نفسي و هو يقول لاعليك يا اخي
ولم اجرء ان اكرر مشهد النظر اليه وقمت بالرحيل من المنزل و ابتعد عنه ثلاث اعوام
وعملت في تنظيف احدى الشقق الكبيرة و بالصدفة التقي فيه من جديد !!
و يكرر الموقف و يحتضنني من جديد ويقول الان لا تستطيع ان تمنعني لاني متلك تماما و اخذ يضحك
و ضحكت معاه وقال : فلسطين الحضن الدافىء لكل عربي و كل مسلم على الارض
و ذهب ...و مضى في طريقه .
اما الان هو يعاني من هذا المرض و كان من واجبي ان اعلاجه و كان اقل ما كنت افعل له
ولكن لسوء حالتي اللتي لم تتحسن بالاشكل المطلوب طلب مني عدم مساعدتي له
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لانه وفي لانه مسلم يشعر بالاخرين